للاسف منذ ان تولي الرئيس السيسي الرئاسة وهو لا يكف ان يطالب باستحضار الوعي الوطني وتجدبد الخطاب الديني والتوعية واستعادة الاخلاق المصرية الغائبة ...في كل خطاب وفي جميع المناسبات والي الان لايزال يطلب ويستدعي الاعلام والازهر ووزارة الثقافة والتعليم ....وغيرهم من المؤسسات وحتي الان لا توجد جهود ملموسة بل لا توجد اي رؤية للمسئولين علي رأس هذه المؤسسات لكي يتم رسم خطة الا في وزارة التعليم والتي تكبد الوزير الفاضل من الضغوط والانتقادات ما لا يطيقه بشر لمجردانه وضع رؤية وهي رؤية طموحة وممتازة وأخذ في تنفيذها مع خبراء وعلماء في التربية والتعليم من الوطنيين المخلصين في هذا المجال الشائك والذي اُحتل من الاخوان المسلمين لعدة عهود في صفقة مع النظام السابق تم من خلالها تدمير العقل والسلوك السوي لاجيال انبتت ما نراه من التشويش وضياع البوصلة والجهل بروح ديننا الحنيف
ليست فقط في التعليم ولكن امتد لاهم جهاز مؤثر في جموع الشعب المصري وخصوصاً للأسف ان 80٪ منه ان لم يكن اُمي فهو ذو ثقافة محدودة للغاية وهو جهاز التليفزيون بقنواته الرسمية والفضائية
واذا نظرنا الي خريطة البرامج في القنوات المختلفة نجد ان مساحة برامج الدردشة من دردشة .".الستات ميعرفوش يكذبوا الي نفسنة ..الي كلام ستات ..الي الحريم اسرار ...الي عسل ابيض ...الخ .. " جميعها كلام في كلام بدون فكرة او هدف ولا دروس مستفادة الا مجموعة من النساء وهناك مبالغة في التبرج والازياء وممكن ايضا يكون هناك تطاول بالالفاظ وكأن هذا السلوك هو مفاداه خفة الظل والفكاهة .
ننتقل الي نوع اخر من الدردشة وفيه شخص يحتل الميكروفون من ساعتين الي 3 ساعات ويظل اما يصرخ وكأن الرسالة لن تصل الي مستمعيه الا بالصراخ او يكون افترض ان جموع المشاهدين تعاني من الصمم او ان افكاره لن تصل الي المشاهدين الابالصراخ ويستعرض ارائه وتحليلاته في جميع المجالات وكأنه عالم فذ في الاقتصاد والسياسة والاجتماع وغيرها من المجالات يظل يعيد ويزيد !!! هل بهذه الطريقة نرتقي بالوعي ؟
واي وعي الذي ينشره ؟ وهل ده نموذج يُحتزي به شباب هذا الوطن ؟ ويأتي آخر يتكلم بطريقة ريفية ساذجة ويتناقش في ثمن قرش الحشيش اليوم وكيف ارتفع او انخفض !!! هل هذا يجعله اقرب للمشاهد في الريف ؟ واي وعي الذي يريد ان ينشره بهذا السؤال ؟
وبعد برامج الدردشة تأتي البرامج الدينية بين كل برنامج دردشة واخر نجد منذ الصباح وحتي آخر السهرة هناك شيخ سواء معمم او لا سواء مقدم للبرنامج او ضيف ويبدأ في سرد احادث وكلام منذ قرون من الزمان وكيف تعامل الناس في عصر لم يكن هناك اتصال او تواصل الا قال فلان عن فلا ن والحروب بالسيوف والمواصلات هي الجمل والناقة
وفن الدعاء !وهل الدعاء وصلة العبد بربه تحتاج لفن يفرد له 30 حلقة ! ! وزواج القاصرات ...حجاب ام نقاب وغيرها .. !!! واختصروا ديننا العظيم في مجالات محدودة ليس هنا المجال للدخول في التفاصيل ولكن مكارم الاخلاق والامانة والنظافة والجدية في العمل والسلوك الحميد وعدم السباب وعدم الغش وغيرها... وغيرها من اساسيات المسلم الحق وروح الدين الحقيقية ضاعت في مناقشات سفسطائية .... وكفي مثال ان معظم من اتهموا بالرشوة والسرقة كان المصحف الكريم علي مكاتبهم والسبح في أيدهم ومنهم من كان عائدا من العمرة ومنهم من كان حاجزاً وليس للمرة الاولي ...و ضاع علي المسئولين في هذا المجال انه ليس بكثر{ الكلام عن السلف او الدفاع عنهم بعصبية وتشدد يمكن ان تستقيم الاخلاق بل بالقدوة الحسنة والتسامح بغض النظر ومن العجيب اننا اصبحنا لا نسمع تلاوة القرآن الكريم في التلفزيون الا نادرا ..ويوم الجمعةلا تتعدي 15 دقيقة مع ان الاستماع الي القرآن بصوت قرائنا الاجلاء سوي من رحل عنا او من مازال يمتعنا بالسمع فيه صفاء للروح وتذكرة بكلام الله عز وجل ..لعلهم يهتدون
ثم بين الدردشة والدروشة تأتي المجموعة الاخري من البرامج وهي اما عن الطبخ "لقمه هنية، سفرة وطبلية، صحتين،مطبخ فلانة ،ووصفة علانه ...ويتم في بعضها بث إعلان عن مكملات غذائية من شركة هنا وهناك لتناولهابآمان وسلام !! " وغيرها من الاسماء كامثلة وليس للحصر
واخيراً تأتي اعلانات عن الاطباء ومراكزهم في صورة برامج ك"طبيبك،الطبيب في بيتك ..والحكيم في بيتك والاطباء وطبيب الاسنان وغيرها من البرامج الاعلانية لمراكز تجميل والتخسيس وغيرها ...وهي تدفع للقنوات مبالغ طائلة ويكون المشاهد هو الضحية وتضيع معه الامانة الطبية والاعلامية في آن واحد
وبين الدروشة والدردشة تأتي الفرفشة .. ..واختلطت الادوار فأصبح من يجيد الغناء اولا يجيد والممثل ..والراقصة مقدمين لبرامج التلفزيون وسهراته !! و المسلسات اذا كان لها مساحة نجد اسلوب الحوار تم اختصاره في وصلات من الردح والاسفاف ..
ولحسن الحظ ان بين كل ذلك نجد ولمدة دقائق معدودة فيلم او خبر من هنا وهناك عن انجازات الدولة .. العملاقة والتي يجب ان تفرد لها مساحات اكبر بكثير ..
فأين البرامج التي تستحضر التاريخ المصري او المواطنة والاخاء او شد الهمم للعمل والنهوض بالوطن .. والجدية والتراحم في التعامل اين البرامج التي توعي المواطنين بمكارم الاخلاق وليس مجرد احاديث سمعناها مرات...ومرات..لماذا لا تفسح برامج للابطال وراء كافة المشروعات التي شيدت الي الان الذين تحدوا الزمن و حققوا المستحيل ليكونوا قدوة وامل للصغار و تشحذ الهمم للشباب
.كيف اذا نريد ان ننسترجع الوعي بين الدروشة والدردشة .. والفرفشة .. التي ان كانت لا تنفع فقد تضر وتزيدنا تخلف
هذه صورة عامة عن الخريطة الاعلامية في مصر طبعا للحق هناك القليل من البرامج يمكن ان تشذ عن هذا النسق العام
..ولكن الاغلبية تمشي علي نفس النهج حتي القناة الاولي بعد التجديد..!! لم نشعر بأي تجديد نفس الوجوه ونفس العقول ونفس الرؤي المشوهه عن الاعلام ورسالتة ..
وانا علي يقين ان هناك من النماذج ولكن ليست تبع المنظومة القديمة التي تستطيع ان تتفهم ما يقصد به الرئيس عن تجديد وإصلاح الاعلام في مصر ..ولكن يجب ان ننظر خارج الصندوق فالحاضرون لم يستوعبوا الرسالة ولن يستوعبها... العلاج .يجب ان يكون من خارج المنظومة الحالية..لماذا لا نأتي بدماء جديدة وشباب بإفكار عصرية ..كفانا مضيعة للوقت والجهد والمال والحال هو الحال
وخصوصا ان الاعلام اصبح من اهم ادوات قوة الدولة الحديثة
اليس هناك من يملك جرأة التغيير .. ام يجب ان ننتظر حتي بفعلها الرئيس السيسي بنفسه ايضا كما الحال في المجالات الاخري بعد استنفاذ كل طرق التنبيه والتحذير من خطورة هذا الفشل الاعلامي في زمن يكون فيه الاعلام من اهم اركان قوة الدولة في الحرب التي تخوضها ضد الارهاب وغيره .
د.شادية متولي
ليست فقط في التعليم ولكن امتد لاهم جهاز مؤثر في جموع الشعب المصري وخصوصاً للأسف ان 80٪ منه ان لم يكن اُمي فهو ذو ثقافة محدودة للغاية وهو جهاز التليفزيون بقنواته الرسمية والفضائية
واذا نظرنا الي خريطة البرامج في القنوات المختلفة نجد ان مساحة برامج الدردشة من دردشة .".الستات ميعرفوش يكذبوا الي نفسنة ..الي كلام ستات ..الي الحريم اسرار ...الي عسل ابيض ...الخ .. " جميعها كلام في كلام بدون فكرة او هدف ولا دروس مستفادة الا مجموعة من النساء وهناك مبالغة في التبرج والازياء وممكن ايضا يكون هناك تطاول بالالفاظ وكأن هذا السلوك هو مفاداه خفة الظل والفكاهة .
ننتقل الي نوع اخر من الدردشة وفيه شخص يحتل الميكروفون من ساعتين الي 3 ساعات ويظل اما يصرخ وكأن الرسالة لن تصل الي مستمعيه الا بالصراخ او يكون افترض ان جموع المشاهدين تعاني من الصمم او ان افكاره لن تصل الي المشاهدين الابالصراخ ويستعرض ارائه وتحليلاته في جميع المجالات وكأنه عالم فذ في الاقتصاد والسياسة والاجتماع وغيرها من المجالات يظل يعيد ويزيد !!! هل بهذه الطريقة نرتقي بالوعي ؟
واي وعي الذي ينشره ؟ وهل ده نموذج يُحتزي به شباب هذا الوطن ؟ ويأتي آخر يتكلم بطريقة ريفية ساذجة ويتناقش في ثمن قرش الحشيش اليوم وكيف ارتفع او انخفض !!! هل هذا يجعله اقرب للمشاهد في الريف ؟ واي وعي الذي يريد ان ينشره بهذا السؤال ؟
وبعد برامج الدردشة تأتي البرامج الدينية بين كل برنامج دردشة واخر نجد منذ الصباح وحتي آخر السهرة هناك شيخ سواء معمم او لا سواء مقدم للبرنامج او ضيف ويبدأ في سرد احادث وكلام منذ قرون من الزمان وكيف تعامل الناس في عصر لم يكن هناك اتصال او تواصل الا قال فلان عن فلا ن والحروب بالسيوف والمواصلات هي الجمل والناقة
وفن الدعاء !وهل الدعاء وصلة العبد بربه تحتاج لفن يفرد له 30 حلقة ! ! وزواج القاصرات ...حجاب ام نقاب وغيرها .. !!! واختصروا ديننا العظيم في مجالات محدودة ليس هنا المجال للدخول في التفاصيل ولكن مكارم الاخلاق والامانة والنظافة والجدية في العمل والسلوك الحميد وعدم السباب وعدم الغش وغيرها... وغيرها من اساسيات المسلم الحق وروح الدين الحقيقية ضاعت في مناقشات سفسطائية .... وكفي مثال ان معظم من اتهموا بالرشوة والسرقة كان المصحف الكريم علي مكاتبهم والسبح في أيدهم ومنهم من كان عائدا من العمرة ومنهم من كان حاجزاً وليس للمرة الاولي ...و ضاع علي المسئولين في هذا المجال انه ليس بكثر{ الكلام عن السلف او الدفاع عنهم بعصبية وتشدد يمكن ان تستقيم الاخلاق بل بالقدوة الحسنة والتسامح بغض النظر ومن العجيب اننا اصبحنا لا نسمع تلاوة القرآن الكريم في التلفزيون الا نادرا ..ويوم الجمعةلا تتعدي 15 دقيقة مع ان الاستماع الي القرآن بصوت قرائنا الاجلاء سوي من رحل عنا او من مازال يمتعنا بالسمع فيه صفاء للروح وتذكرة بكلام الله عز وجل ..لعلهم يهتدون
ثم بين الدردشة والدروشة تأتي المجموعة الاخري من البرامج وهي اما عن الطبخ "لقمه هنية، سفرة وطبلية، صحتين،مطبخ فلانة ،ووصفة علانه ...ويتم في بعضها بث إعلان عن مكملات غذائية من شركة هنا وهناك لتناولهابآمان وسلام !! " وغيرها من الاسماء كامثلة وليس للحصر
واخيراً تأتي اعلانات عن الاطباء ومراكزهم في صورة برامج ك"طبيبك،الطبيب في بيتك ..والحكيم في بيتك والاطباء وطبيب الاسنان وغيرها من البرامج الاعلانية لمراكز تجميل والتخسيس وغيرها ...وهي تدفع للقنوات مبالغ طائلة ويكون المشاهد هو الضحية وتضيع معه الامانة الطبية والاعلامية في آن واحد
وبين الدروشة والدردشة تأتي الفرفشة .. ..واختلطت الادوار فأصبح من يجيد الغناء اولا يجيد والممثل ..والراقصة مقدمين لبرامج التلفزيون وسهراته !! و المسلسات اذا كان لها مساحة نجد اسلوب الحوار تم اختصاره في وصلات من الردح والاسفاف ..
ولحسن الحظ ان بين كل ذلك نجد ولمدة دقائق معدودة فيلم او خبر من هنا وهناك عن انجازات الدولة .. العملاقة والتي يجب ان تفرد لها مساحات اكبر بكثير ..
فأين البرامج التي تستحضر التاريخ المصري او المواطنة والاخاء او شد الهمم للعمل والنهوض بالوطن .. والجدية والتراحم في التعامل اين البرامج التي توعي المواطنين بمكارم الاخلاق وليس مجرد احاديث سمعناها مرات...ومرات..لماذا لا تفسح برامج للابطال وراء كافة المشروعات التي شيدت الي الان الذين تحدوا الزمن و حققوا المستحيل ليكونوا قدوة وامل للصغار و تشحذ الهمم للشباب
.كيف اذا نريد ان ننسترجع الوعي بين الدروشة والدردشة .. والفرفشة .. التي ان كانت لا تنفع فقد تضر وتزيدنا تخلف
هذه صورة عامة عن الخريطة الاعلامية في مصر طبعا للحق هناك القليل من البرامج يمكن ان تشذ عن هذا النسق العام
..ولكن الاغلبية تمشي علي نفس النهج حتي القناة الاولي بعد التجديد..!! لم نشعر بأي تجديد نفس الوجوه ونفس العقول ونفس الرؤي المشوهه عن الاعلام ورسالتة ..
وانا علي يقين ان هناك من النماذج ولكن ليست تبع المنظومة القديمة التي تستطيع ان تتفهم ما يقصد به الرئيس عن تجديد وإصلاح الاعلام في مصر ..ولكن يجب ان ننظر خارج الصندوق فالحاضرون لم يستوعبوا الرسالة ولن يستوعبها... العلاج .يجب ان يكون من خارج المنظومة الحالية..لماذا لا نأتي بدماء جديدة وشباب بإفكار عصرية ..كفانا مضيعة للوقت والجهد والمال والحال هو الحال
وخصوصا ان الاعلام اصبح من اهم ادوات قوة الدولة الحديثة
اليس هناك من يملك جرأة التغيير .. ام يجب ان ننتظر حتي بفعلها الرئيس السيسي بنفسه ايضا كما الحال في المجالات الاخري بعد استنفاذ كل طرق التنبيه والتحذير من خطورة هذا الفشل الاعلامي في زمن يكون فيه الاعلام من اهم اركان قوة الدولة في الحرب التي تخوضها ضد الارهاب وغيره .
د.شادية متولي