بدأ المشهد التاريخى للرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون وهو يسير وحيداً في ساحة اللوفرلمدة تعدت الدقيقتين متوجهاً الى منتخبيه بعد اعلان فوزه مع الموسيقى والاعلام المرفرفة الفرنسية و الأوروبية لحظة آسرة وتحمل في طياتها رسائل عدة
https://www.youtube.com/watch?v=YRNrWIqSNj0&list=FLlMbcwl9Iym7-XBXCFuWVLA&index=1
خطوات ثابتة بثقة وهدوء بمفرده يعطى إحساس بالثقة بالنفس والثبات ....مرور الوقت يساعد على ترسيخ هذه الفكرة في الاذهان
يسير وحيدا فهو غير محسوب على حزب او مجموعة بل هو شخص من خارج البوتقة السياسية الفرنسية و يمثل المستقبل والامل المنشود لكل الطوائف الفرنسية
انا قادر على تحمل المسئولية كما وعدت ممثلا لكل الفرنسيين بكل اختلافاتهم وعقائدهم >كما قال >
المشهد في مجمله كان تاريخى ومؤثر.وآسر في نفس الوقت ...المكان..ساحة اللوفر بما يعكسه من حضارة.. ثقافة ... تاريخ ورمز للتنوير يميز الهوية الفرنسية ويدغدغ مشاعر الشخصية الفرنسية
وكذلك رسالة للعالم تشير الى ما اشتهرت وتميزت به فرنسا كقبلة لحضارة استمدت جذورها من الثقافة والادب والفن ممثلة في هرم اللوفر الشامخ ومتحفه العريق
اختيار اللوفر أيضا وليس ساحة الكونكورد او ميدان الباستيل له دلالته ..نوع من التجديد والتأكيد على فرنسا المختلفة الشابة الجديدة
وهاهو رئيسها الذى لم يتخطى الأربعين بعد يخطو نحو المستقبل بخطى واثقة وثابتة حاملاً على اكتافه الإرث الحضارى محافظاُ عليه ومتحمل المسئوليةالتى وكِل لها في النهوض بفرنسا وتجديد شبابهاوتجميعها تحت راية واحدة
لوتأملنا اللحظة من مشوار السير وحتى صعوده فهو جاد صارم وحازم ايضاًالبالطو والجاكيت مقفولين
اما عند صعوده على المسرح لتحية منتخبيه نجد لغة الجسد اختلفت أصبحت اكثر انفتاحاً كما نلاحظ من احركة اليدين والاذرع والجسم يشكل عام (I am all yours no barrier unbuttoned coat & vest the hand exposed -> positive friendly honest image )
بدأ الخطبة ماكرون بشئ من التواضع والتثمين لمؤيديه لما تكبدوه من مشقة علي مدى شهور لتحقيق ما اسماه المستحيل
ثم على مدى الخطبة التي تجاوزت ال15 دقيقة تأرجحت لغة الجسد بين الحزم والجدية وكنلك التواضع بطريقة مدروسة بجدارة
هنا حركة اليد بها إصرار دقة وحزم
هنا نجد حركات اليد تساعد في شرح وتوصيل الفكرة وتواصل بي حماس وودِ
humble & friendly and use the hand & arm to project the idea
حركة اليد تدل علي الحزم والجدية والاصرارعلي التنفيذ -> دلالة علي الشخصية
كانت الحيوية والشباب والتفاؤل ما يميز الخطبة بشكل عام واضف عليها الجرأة في الشخصية والرغبة في التجديد و التحقيق أيضا وقرر ماكرون كلمة الجسارة والجرأة للتغيير واكد عليها في عدة مناسبات
وهذا ما كان يحتاجه الناخب الفرنسي التفاؤل وجرأة التحدى لإحداث التغيير المطلوب والامل في المستقبل فقد مل النمط القديم
نلاحظ أيضا انه حث الشعب على تكملة المهمة من الغد لأستكمال النجاح ...الاستمرار في الحراك (keep the momentum )
يعطى شعور بالحيوية ومواصلة العمل
اختتم الرئيس الجديد الخطبة بمشهد عائلي به نوع من التواضع والشمولية والالفة ممثلاً لكل الفرنسيين
الحقيقة الخطبة كانت ناجحة و مدروسة والصورة العامة التي بثتها فرنسا للعالم كانت ملهمة
كان هناك أيضا نوستالجيا ميترونية هل تأثير المكان والهرم الشامخ في الخلفية ام هناك أصداء في شخصية وظروف ماكرون تذكرنا بالرئيس الراحل فرنسوا ميتران
وفي غضون الساعات القادمة ننتظر ونتسائل هل سيكون رئيس الوزراء أيضا خارج الصندوق؟ ام سيكون من ذوي الحنكة السياسية؟
علي كل الأحوال اذا كان دم جديد فذلك يزيد من حيوية الحراك السياسي الفرنسي والاوروبي علي حد سواء
واذا اقترن الشباب بالخبرة بإختيار احد الوجوه القديمة فالمزج بين جرأة الشباب وحيويته والخبرة في إحداث تغيير شيء محمود لفرنسا ولأوروبا بل وللعالم
والي خاطر جديد
د. شادية متولي