Thursday, September 7, 2017

ماسبيرو زمان والان

مهمة التلفزيون ليس مادة ترفيهية فقط ... بل هو أداة لنشر الوعى والثقافة ... كذلك هو انعكاس لمدى رقي وتحضر المجتمع
من منا لم يعلق في ذهنه فيلم صغيرة علي الحب لسعاد حسني وهي تدخل مبني التلفزيون ..رؤية المبني كصرح شامخ علي ضفاف النيل يشد ويجذب الابصار ويدعو للفخر في وقت كانت مصر رائدة الاعلام في الشرق الأوسط .. وبمقارنة بسيطة لهذا المبني زمان
والان وما وصل اليه الحال الان ماهو الا انعكاس لحالة المجتمع والاعلام وما طرأ عليه من تغيير للأسف لبس للأحسن
اصبح المبني كسوق عكاظ يضم جيوش من البشرلا احد يعرف ما أهمية وجود معظمها وما هي وظيفتهم وهم ركود او يتحركوا بعشوائية متكاسلة ناهيك عن مستوي النظافة من المكاتب حتي الطرقات .. الي دورات المياه .. كأي مبني حكومي في مصر المحروسة عفا عليه الزمان .... هل ننتظر منه ان يكون منارة لنشر الثقافة والعلم والأدب والوعي المتجدد
فكيف يمكن في هذه الظروف ان ننتظر النهوض بهذا المبني وتحديثه
الحق يقال ان هناك بعض المحاولات الفردية للنهوض بالمحتوي ولكنها تطل باستحياء في غمار هذا المحتوي الإعلامي الذي يخلو من كل ماهو شيق او مفيد
وللتلفزيون أهمية خاصة و تأثير في الرقي بالمجتمع علي جميع طبقاته فهو يدخل في كل منزل وكأنه فرد من العائلة في أي وقت علي مدي اليوم ولذلك فأن  يعرض او يبث يكتسب أهمية خاصة خصوصا اذا اردنا النهوض بالمجتمع وعلاج ما طرأعليه من سلبيات
كما ان ارتفاع نسبة الامية وتدني مستوي التعليم العام بضع علي عاتقه مسئولية اكبر ويتطلب اهتمام جاد من المسئولين اذا كان هناك جدية في النهوض بهذا البلد من خلال النهوض بأفراده من الناحية الأخلاقية أولا والتثقيفية والترفيهية ابضا
هذا علي المستوي المحلي اما علي المستوي العالمي فالاعلام يكتسب أهمية كبري هذه الأيام كخط دفاع عن الدولة وسياستها وامنها ..
والسؤال هنا :ماهي الخطوات التي اتخذت لتحديث الاعلام المرئى من قبل الحكومة او وزارة الثقافة او حتي المسئولين عن هذا الجهاز في اى موقع او هيئة ؟
بجب ان تتوفر رؤية مستقبلية تتبعها خطة طموحة وصارمة لتغيير شامل وتام للمنظومة ككل تشمل المادة المعروضة والقائمبن عليها من اول الأفكار....وحتي ظهورها في صورة برامج تشمل الاخباري والترفيهي و التثقيفي والأخلاقي....الخ تتماشي مع العصر وسياسة الدولة وتستطيع بجدارة المنافسة وتحتل مكان يليق بهذا البلد واهميته في منظومة الاعلام العالمية والتي تزداد أهميتها يوم بعد يوم في زمن تقام وتفتعل حروب علي شاشات بالصورة والصوت  تتلاعب بعقول وقلوب المشاهد في جميع انحاء المعمورة وتختلق الاخبار مع غياب المصداقية  وتغليب المصالح والتأثير علي الرأ ى العام بما يتوافق مع مصالح دول بعينها
وهنا يجب إعطاء أولية واهمية قصوى وملحة لتطوير الاعلام وخصوصا ان  المواطن العادي يعتبر الشاشة هي مصدر الاخبار الأهم بل قد يكون الوحيد لمعرفة ومتابعة ما يجري في اركان المعمورة ليس في مصر فقط بل في معظم الدول ولذلك التلاعب بالافكار والقضايا وتشكيل الرأي العام ضد او مع دولة بعينها او قضية ما اصبح صناعة إعلامية تكاد تكون مائة بالمائة

لذلك النهوض بماسبيرو وهو واجهة الاعلام المصري ليس رفاهية بل تطوير وتحديث هذه القوة الناعمة لا يقل أهمية عن النهوض وتحديث القوة العسكرية لحماية الوطن والمواطنين علي حد سواء والنهوض بالوطن  لمواكبة عصر غبنا او تغيبنا عنه كثيرا
ونشر منظومة أخلاقية وثقافية وادبية غابت عنا لاربعة عقود...
فهل من المعقول ان نري التحضروالرقي فيما يعاد بثه علي ماسبيرو زمان  ..والاسفاف والهيافة والتخلف علي ماسبيرو الأن !!!

هل نطمع في تحرك المسئولين بجدية ام يكون مصير تطوير الاعلام كمصير تطوير الخطاب الديني ؟

والي خاطر جديد .. وامل يتجدد بأن تكون مصر ام الدنيا بل وقد الدنيا من جديد

                                                                د. شادية متولي