انت تستطيع ان تقول ما تشاء وتفصح عما تشعر به بالكلمات وتتلاعب بالألفاظ كما تشاء ولكن ما يرسله جسدك من إشارات هو ما تعتقده وما تحسه دون مراوغات . مثلاً هناك خطبتين منفصلتين للمشير حسين طنطاوي بمجرد قراءة ما يرسله جسده من إشارات في كلاً منهم تستطيع ان تفهم ما يحس به رئيس المجلس العسكري من مشاعر اثناء ألقائه الخطاب وما يشعر به تجاه جمهوره من المستمعين.
الفيلم الاول A
يظهر المشير في حفل تخريج دفعة من ضباط الشرطة في مايو ٢٠١١.
والفيلم الثاني B
هي خطبة المشير الشهيرة بعد احداث التحرير يوم الأربع الحزين من هذا الشهر (نوفمبر٢٠١١ ) من خلال شاشات التلفزيون لكي يصل الي قلب كل مصري (هذا هو المفروض )
تأمل الفيلمين واليك ما اراه
الفيلم الاولA
http://www.youtube.com/watch?v=AH3YJrJN5Vk&feature=youtube_gdata_player
-هو يتكلم بمنتهي الراحة والثقة بين قيادات الشرطة والجيش لأحساسه أنة في مكانه.
- هناك تواصل بينه وبين المتلقين حركة اليدين إشارات الوجه الاسترخاء في الإلقاء للخطبة .
- الجسم به حيوية ونشاط الأفكار سهلة مسترسله .
- حريص علي إيصال أفكاره بوساطة حركات اليدين التي تساعد علي توصيل الفكرة.
الفيلم الثاني B
http://www.youtube.com/watch?v=YNnq78w-n7M&feature=youtube_gdata_player
- الصورة بعيدة تكاد تميز الوجه بصعوبة
- جسمه لا يتحرك هو لا يتفاعل مع الحدث بل تأدية واجب
- الكفين متشابكين لا تغير في وضعهم طول الخطبة
- في بعض الجمل هناك احتكاك سريع الإبهام يدل علي قلق وتوتر
- تتفاعل حركة اليدين لكن دون حلهما من بعضهما عندما تثار مصداقية تسليم السلطة
او تفاعل المجلس مع الاحداث او ردود فعل الشرطة وهذا يدل علي القلق وعدم الراحة
-التصوير عن بعد لم يعطي فرصة للتواصل بينه وبين المشاهدين -> سقطة اعلامية
-ظهوره في البيان كله باليدين متشابكتين ،كذلك عائق المنصة التي يقف خلفها ..اين التواصل !!
وهناك الكثير يمكن ان يقال ولكن لا اريد ان أثقل علي من يتابع المدونة بتفاصيل اكثر
لكن ماذا نستنتج من هذا التحليل للغة الجسد :
١- انقطاع في التواصل مع الشعب من الناحية الانسانية رجل عسكري لا يجيد وصف مشاعر او التكلم
في الاعلام بصفة عامة .. تحتاج تدريب ودراية تنقص العسكري
٢- هناك راحة تامة حين يكون الوسط اقرب للجو العسكري كما هو واضح في الخطاب الاول فهو يتكلم علي ارضه ووسط جنوده.
٣- في الفيلم B الصورة تعطي انطباع بعدم التمكن من الموقف وعدم الثقة كان الافضل ان يكون بين الجموع ولنقول صحافيين مثلا او رؤساء احزاب او حتي فيتوجه وسط الجموع في التحرير ..اهل هناك ما يخشي منه ؟
٤-اذا تعذر ذلك فيجب ان يكون التصوير قريب من الوجه ويكون هناك تواصل مع الخطيب والمشاهد وهذا لم يتوفر.
٥- انفتاح الجسد دون عوائق للمتلقي يعطي نوع من الود والتفاهم والتعاطف وهذا لم يحدث طول البيان وخصوصا عند ذكر الضحايا (الشهداء) ولكن الأيدي متشابكة وعدم الحركة بتلقائية تعطي إيحاء وكأن الموقف ثقيل ويريد الانتهاء منه وكأنه منشورعسكري وليس حديث بين الراعي ورعيته
٦- اضر البيان بالتعاطف مع المجلس اكثر مما أفاد ..
يجب الاهتمام بما يسمي الصورة العامة للمشهد لكي يؤتي الثمار المرجوه هو ليس كلام فقط يتلي ..بل هو رصد لواقع في فترة حرجة يجب التعامل معه بأكثر حرفية وهناك تأتي اهمية ما يسمي بمهارة التواصل ان أفتقدتها فيجب ان تتعلم كيف تكتسبها
هذه كانت بعض من خواطري حين سمعت خطبة المشير الاخيرة وتعقيبه علي الاحداث
والي خاطر اخر ... انشاءالله
No comments:
Post a Comment